¤ نص الإستشارة:
فضيلة الشيخ أنا شاب أعمل في إحدى المؤسسات في مجال مختلف عن تخصصي ولا أطيقه بحال...فهل ترون أن أستمر في العمل أم أن البطالة خير من هذا العمل...؟
* الــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن المسلم معرض لأنواع من البلاء مخفية في أمور قد لا تدرك للوهلة الأولى، وهذا مما يوجب عليه أخذ الحيطة والحذر في كل أحواله حتى لا يزدري نعم الله عليه، فكم من شخص حولنا يعاني من ويلات البطالة والتوقف عن الإنتاج بجميع أشكاله، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}...وقال:{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
فنحن في نعم عظيمة من أجلها نعمة الإيمان التي تحفزنا على إحتساب كل أمر يصيبنا على أنه خير لنا.
وكونك أخي الكريم في عمل نعمة تذكر فتشكر فعليك بالصبر والتفاؤل، ولا يمنع ذلك من البحث عن البديل الذي تميل إليه النفس،أما أن تتفرغ للبطالة حتى تجد عملا مناسبا فنحن لا نتفق معك في ذلك، بل عليك بالإستمرار في العمل مع البحث عن فرصة أخرى تلبي رغبتك.
تواصل مع إخوانك وزملائك وتأكد أن الفرص كثيرة ومتاحة لكنها تريد من يتحرك إليها، فعليك بالتواصل مع الجهات التي تجد من نفسك الرغبة في العمل معها بعد أن تعد سيرة ذاتية مناسبة لما يتطلبه عملهم من مهارات ومعارف.
قبل كل ذلك كن وطيد الصلة بالله عز وجل وألح عليه بالدعاء بأن ييسر لك الخير حيث كان ويوفقك له ويرضيك به.
طور الجانب العلمي لديك بإستمرار وحاول أن تتزود من العلوم والمعارف كلما وجدت لذلك سبيلا ونوع في معرفتك وتعمق في مجال معين ليكون مجالا لتخصصك.
النظر إلى الوظائف والعمل على تحصيلها يجب أن يكون متوازيا مع البحث عن الفرص الأخرى وهي أكثر تيسرا وأكثر فائدة كالتجارة وغيرها، فلا تجعل من نفسك حبيسا لأغلال الوظيفة مهما كان دخلها مرتفعا.
التسخط والتململ سلوك ضار والمسلم يعود نفسه على الرضا، ويسأل الله من فضله، ويتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها...فإتقوا الله وأجملوا في الطلب» أو كما قال.
واعلم جيدا أن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
نسال الله لنا ولكم تيسير الأمور وقضاء الحوائج الدينية والدنيوية،والله الموفق...
المصدر: موقع رسالة الإسلام.